
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم المشاعر والتحكم بها سواء كانت مشاعر الفرد أو الآخرين. يشمل هذا المفهوم خمس مهارات أساسية: الوعي الذاتي، التنظيم الذاتي، التحفيز الذاتي، التعاطف، والمهارات الاجتماعية.
قبل أن تدخل "جين" إلى المقهى أخذت نفساً عميقاً، وكانت تعلم أنَّها متعبة ومتوترة، ويكاد صبرها أن ينفد وإذا قالت شيئاً ما ستندم عليه، ومع وضع هذه الفكرة في الحسبان، اقتربت "جين" من المنضدة وابتسمت وقالت بكل احترام وهدوء: "لو سمحت، أود أن أطلبَ فنجاناً من القهوة من فضلك"؛ لأنَّ جين تدرك تصرفاتها عندما تكون متعبة، فهي قادرة على ممارسة ضبط النفس، وقادرة على إدارة دوافعها وعواطفها المحطمة والبقاء هادئة وإيجابية، وأخذ نفس عميق والتفكير قبل أن تتحدث وعدم التصرف بطريقة سيئة، وبهذه الحالة لن تحتاجَ إلى العودة إلى المقهى والاعتذار؛ لأنَّها تجيد مهارة التنظيم الذاتي.
يُعدّ التحكّم في الغضب مهارةً ضروريةً للحفاظ على صحةٍ نفسيّةٍ وجسديةٍ جيّدة، ولبناء علاقاتٍ إيجابيةٍ بالآخرين.
الشخص الواعي بذاته يفهم مزاجه وعواطفه وكيف يمكن للحالة المزاجية والعواطف أن تؤثر في الآخرين.
وهو القائد الذي يتمتع بالقدرة على تحقيق الأهداف المثيرة والصعبة.
تجاوَب مع المشاعر: لقد أخبرتَ مساعدك أنَّكما ستعملان اليوم حتى وقتٍ متأخر، اتبع الرابط وعلى الرغم من أنَّه وافق على ذلك، إلَّا أنَّه يمكِنك أن تلاحظ الاستياء الذي يشعر به من خلال نبرة صوته، ويجب عليك التصرف حيال ذلك من خلال التعامل مع مشاعره، وأخبِره أنَّك تقدِّر رغبته في العمل ساعاتٍ إضافية، وأنَّك أنت أيضاً محبطٌ بسبب العمل حتى وقتٍ متأخر، وإذا استطعتَ جِد طريقةً للتخفيف من وقع العمل حتى وقتٍ متأخر عليه في المستقبل (على سبيل المثال امنحه إجازةً في صباح الاثنين).
أهمية الذكاء العاطفي في القيادة: سر النجاح القيادي المستشار المهنيمهارات وظيفية
اقرأ أيضًا: الشخصية المزاجية: سماتها وكيفية التعامل معها
وهنا يأتي دور الذكاء العاطفي الذي يعرف أحيانًا باسم "الحاصل العاطفي"وهو القدرة على الجمع بين تفكيرك ومشاعرك لتكوين علاقات وطيدة واتخاذ قرارات صائبة.
الناس صاروا مُتوترين بسبب الحروب، والفقر، والبطالة، والرأسماليّة المتوحشة، وسُوء تقسيم الثروات، والديون المتراكمة، وضغوط العمل، ومسؤوليات العائلة، والشعور بعدم الأمان والخوف من المستقبل، والخوف من الفشل، والشعور بالوحدة… وغيرها…
القدرة على إدارة الأشخاص والعلاقات هي بلا شكّ عامل مهمّ نور يحتاجه كلّ قيادي، وكلّ شخص يطمح للنجاح، لذا فإن العمل على تنمية مهارات الذكاء العاطفي وتطويرها يعدّ خطوة مهمّة في درب النجاح.
مع أنّ الذكاء الاصطناعي يتفوّق علينا في العديد من المهام، مثل: مُعالجة البيانات وحساب الأرقام، إلّا أنّه لا يزال يفتقر إلى القُدرة على فهم المشاعر والتعامل معها.
الذكاء العاطفي يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على بيئة العمل. القادة الذين يمتلكون هذه المهارة يخلقون بيئة آمنة يشعر فيها الموظفون بالتقدير والاحترام.
تخيّل نفسك في موقف صعب، وتشعر بالغضب أو الحزن، كيف ستتصرف؟ هل ستنفجر غضبًا؟ أم ستُحاول فهم مشاعرك والتعامل معها بذكاء؟